languageFrançais

بدر الدين قرميطي..من شاب هاو في حي الزهور إلى بطل عالمي في التايكواندو

في صباح القصرين الصيفي الحار، وبين جدران قاعة صغيرة في حيّ الزهور الشعبي، يدخل  بدر الدين قرميطي الحلبة بخطوات واثقة. لم يكن دخوله هذه المرة مثل البدايات، فقد عاد وهو بطل عالمي عسكري يحمل على صدره ألقابا و تتويجات وطنية وإقليمية ودولية.

يقول بدر "من هذه القاعة انطلقت المسيرة، منذ أكثر من 10 سنوات، بتشجيع من أخي وبتوجيه من ممرنين احتظنوا موهبتي... أنا اليوم بطل عالمي بفضلهم..."

رغم بساطتها، بدر الدين لم يرَ في القاعة تواضعها، بل عاد فيها إلى بداية الحلم وأولى خطوات المجد.

قبل أكثر من عقد، كان طفلا يبحث عن هواية، بعد نقاش مع زميل له في الفصل. يومها دخل هذه القاعة المتواجدة في قلب حي الزهور، ومع كل تجربة خاضها بين جدرانها وأكياسها كبُر الحلم وتجلى، خصوصا  بعد حصوله على بطولة تونس في التايكواندو للمرة الأولى.

"العسكر كان محطة حاسمة في مسيرتي. هناك، صُقلت موهبتي بالانضباط الصارم، وتحوّلت إلى جندي رياضي، مما سمح لي بحصد كل التتويجات الممكنة... والقادم أفضل..."، يضيف بدر وهو يتحدث عن مسيرة تُوج فيها ببطولة تونس 12 مرة، ورسم ملحمته الشخصية كبطل عسكري عالمي لسنتي 2023 و 2025، إضافة إلى كونه بطل أفريقي وعربي في مناسبات عديدة.

بدر لا ينكر فضل المنتخب الوطني في رياضة التايكواندو أيضا، هناك حيث يواصل التدريب، استعدادا لاستحقاقات قادمة، كشاب تحدى كل الظروف بعزيمة لا تلين وبآفاق لا حصر لها.

يستعد البطل لتظاهرات عالمية قادمة، واعدا بتشريف الراية الوطنية وبتحقيق نجاحات أخرى، تذكره بالعودة إلى الأصل، و بالعرفان إلى القاعة التي صنعت الحلم والممرنين الذين منحوه بوصلة التفرد... بدر الدين يُثبت أن الوصول للعالمية انطلاقا من أفقر الأحياء في تونس ممكن، بالعزيمة والإرادة، وبتشجيع هياكل تؤمن بأن المستحيل ليس أكثر من مجرد كلمة يكسرها الطموح والعمل الجاد.

برهان اليحياوي